الجمعة، 25 فبراير 2011

مزّج خيانةٍ بطهارة ..



استمر الليل الطويل في المُضّي , مُهلِكاً جسدي النحيل .
عاود الوجع يخترِق ظُلمة حالِكة بثّها غيابِكَ المُميت .
ليغمُرني بالعُنف الغارِق في أعماق روحي جاعلاً الموت يُوقظ الثائِر الذي يسكُنني .
أيتعمّد خوفُك تجنيس الألم لِصالِحه , ليقضي على جمال الأحداث بيننا .
أتوبخني يا رجُل لِما أصابها ..!
لِما تجرفُني لزواياها , ألم أعوضِّك ..؟
لست مُذنِب..
يحُّق لي أن أُدنِّس صفاء نشوتِك في ظِلال ذاكِرتِك فهي تُجاوِرك حتى هُناك .
و أنا المُختّلة التي تعشق رجُل ليس لها , إذ هو لا يملِك نفسه حتى .
لستُ أنا الضوضاء , فأنا نسمة هواء بارِدة اجتاحتك في فصل شِتاء .
فلعنة مُغادرتك سريرِك .
لعنة مُغادرتك لحُضنِها .
لعنتني أنا بقسوة .
شتمت مشاعري بكلامٍ لما تذكُره أحبالُك الصوتية , كفتني شتيمة عينيك .
اكتفيت صدودِك مني , اكتفيت حماقة ذاتي , اكتفيت من صراعاتي .
ذكرها باستمرار , ترسيخ الأسى فيني .
ألا تّعي يا رجُل أني أعشقُك ।
:

أتراني عجوز ..؟
أتقبحُني , أتنعتني بالقُبح ؛ لأنك تُحبها .
أتمتنع عني لأنها رحلت بصمت , لم تُعِرك اهتِمام , لم تُفني فتنتها لرجُلٍ اعتقدها تعشقُه .
نعتني باسمها مِراراً , دمرتني بتشبيهاتِك , جعلتني ابغضها .
شعرها السلِس كشعري , اللون ذاته , الملمس ذاتِه , الشفاه باللون ذاته , العينان بلون العسل ذاتُه ,
الجسد ذاته .
فأنت لست تُدرِك أن الخالِق رسمني فيها و رسمها فيني .
فقد ولِدنا معاً , أحببتُك أنا و أخذتك هي .
دمرتني و رحلت مثلها تماماً , لم تُعرني اهتِمام , لم تُفني لأنوثتي أمراً .
هي دمرتني أيضاً فلقد سرقت قلبِك .

:


لست أُقاوِم شعور بُعدِك , فلقد قاومته حتى قابلته .
أنفجر قلبي وهبني هو قلب جديد .
عوّض حُبِك بأحضانِه , براحتّي يديه التي كانتا تحتضن يداي جسدي .
تُحيطُني ذراعاه دائماً , يخشى علّي حال غفلتِه .
يرى فيني كُل أُنثى مُنذُ الأزل .
أوجدّ مشاعِر غاصت في أعماق الذات , أثار رغبتي فيه .
لم تصطدم مشاعري اتجاهه بمشاعري اتجاهِك .
كذب أولئِك الذين قالوا أن الحُب الحقيقي ذاك الحُب الأول .
لِذلِك أعشقه , لم يأخُذ مني لأجل نفسِه قبل أن يُعطيني .
أتعلم ..
جِزء منه فيني , يترعرع في أحشائي .
جزء مِنه خُلِق في زوايا روحي قبل أن ينشئ برحم امرأته .
جزء مِنه ينمو في عُمقٍ شديد , في عُمقٍ لم يصله أحد .
جزءٍ منه تحرّك , و تغذى , و تعلّق فيني .
و مع هذا كُله لم أنسّك .
خرج للدُنيا , ليُسمى باسمِك .
مزّج خيانةٍ بطهارة .




الخميس، 24 فبراير 2011

أقاموا العزاء ..


- أقسمتُ بعظمةِ الخالِق بأني سأبقى معك .
تتألف أرواحُنا , و تتناغم بشكل مُبدِع و مُثير , نتراقص على أغصان الشجر

و كِلانا ينفُث بأنفاسِه على رقبة الآخر .
يُعمِقُنا العِشَق الذي سكن أضلاعنا , يروي ظمأنا قُبلاتّنا .
لكن ..!
بعد أن جسّدت الهيام بجسدي , و صارت علاماتُه فاضِحة , أهنتني و رحلت .
عكّرت صفو سكّرت حبي , دمّرته بخطأ فادِح , لتُثبِت رجولتِك .
غادرتَ مُسرِعاً , لا أُنكِر عدد مراتِ اعتِذارِك , و مرات انتِظارِك .
كُنتُ حينّها قد أعلنتُ بتعنُت وفاتَك , و أرغمتُ بِقسوة ذاتي على دفنِك بين رُكام الذكريات .
أعتدتُ قضاء يومي الأرضي بجِوارِك , بين حُبٍ و حِوار .
كُنتَ بالنسبةِ لي قد واريت الثرى .
في تِلك الأُمسية لا أُخفي عليك قد فقدتُك حقاً .
شعُرت بالرُعب , هلّعت مشاعري للبحث عنك , مُنذُ 10 سنين لم تتجرأ ذاتي إلا هذه الساعات من نسيانِك .
بحثتُ عن طيفِكَ المفقود لم أجِدك ..!
أسرعت إلى النافِذة أتفقّد سيارتِك , لم أرى سِوى فراغ .
فراغٍ قاتِل صار يسكُنني , سمعت أصوات الهاتِف تخترِق طبلتَي أذُنّي .
صُراخ , فوضى ..!
في هذا الحين اخترقني طيفِكُ حزين .
عادت ذاكِرتي إلى أحضانِك , قُبلاتِك , غرامياتِك .
غادرت مُسرِعاً , لا أُنكِر أنك الرجل الوحيد , أُقسِم بجلال الخالِق مُغرمةٌ أنا بِك .
عُّد لا تترُكني أتهاوى على صدرٍ غير صدرِك .
عُّد لحُضني , جنني بتعبير وجهِك حال وصولِك مُتلهِف .
عُّد لي بقوة هيبتِك , عُّد لأني لا أقوى على الألم , عُّد لأن أريج بدونِك لا تعني شيء .
عُّد لأن ما بيننا ليس شيء صغير .
عُّد لا ترحل يا رجُلي .


فلا نفع لحياةٍ لا ينتشر بها عبقُ نفسِك
أقاموا العزاء , أقاموا العزاء , أقاموا العزاء .
و قرروا أنك غادرت الحياة .





:
محبوبي راح
جاور الخالق تعالى

شيعوا يا ناس العزا
في محب ضيّع كل ماله

حاول فيني و قال آسف
ما بقى أعتذار ما قاله
عيّت تطلع مسامحتك
و الرجعة صارت محالة
محبوبي راح
جاور الخالق تعالى

كان يحبني و كنت أحبه
حبٍ لحد الثمالة
و قلبي لا زال يحبه
لوقت يعلن اغتياله
محبوبي راح
و جاور الخالق تعالى

غادر محبوبي و فقدته
و عيشني في أقسى حاله
حاولوا العالم فيني
بس نسيانه استحاله
محبوبي راح
جاور الخالق تعالى

يحسب الدنيا بدونه
تنعاش بحب و سهاله
ما درى الدنيا ظلمه
و النور ما في بداله
شيعوا يا ناس العزا
في محب ضيّع كل ماله
محبوبي راح
و جاور الخالق تعالى


لعُمق الإحساس فيها

- أريج -